السبت، 12 سبتمبر 2009

أين نحن من هذا؟


جلست أفكر في ساعات لم أحس بمضيها ..


أتأمل تلك اللحظات الرائعة التي مازال لساني يحتفظ بطعمها..
لحظات خشوع وسكون للأطراف لم أشعر بمثيلها.. وقد إنقطع خبرها عني..

يكفي بالنسبة لي هو صفاء هذا الذهن للحظات بعيدا عن مشاغل هذه الدنيا
ليعلم أين موقفه من هذا كله..



ازداد تركيزي وتفكيري أكثر بمدى حظي باختيار ربي وقد خلقني محاطة بأعظم النعم



تقاطع جلستي الحميمة هذه.. سطور قرأتها في كتاب أصابت قلبي كالسهم



مواقف في قمة الذوق والأدب في التعامل مع الرب جل جلاله..

فأين نحن من هذا؟؟




إن لم تعرفوا موضوعي حتى الآن فستفهمونه عندما تقرؤون الذي سيأتي في سطوري القادمة..



لنقرأ أولا هذا الحديث ثم ننتقل بعدها لأفعال الصحابة عندما استشعروا واحسوا به..

وقد عبر كل منهم بطريقته..





قال تعالى في الحديث القدسي :(( إني والإنس والجن في نبئ عظيم , أخلق ويعبد غيري، أرزق ويشكر غيري، خيري إلى العباد نازل وشر العباد إلي صاعد , أتودد إليهم بالمغفرة , وأنا أغنى الأغنياء عنهم , ويتبغضون إلي بالمعاصي وهم أشد ما يكونون حاجة لي , أهل ذكري أهل شكري , أهل طاعتي أهل محبتي , أهل معصيتي لا أقنطهم أبدا من رحمتي , من تاب إلي منهم فأنا حبيبهم , ومن لم يتب فأني طبيبهم , من جاء منهم تائبا تلقيته من بعيد ,ومن ذهب منهم عاصياً, ناديته من قريب ..... إلى أين تذهب ؟!! أوجدت ربّ غيري ؟!! أم وجدت رحيما سواي ؟؟! الحسنة عندي بعشر أمثالها وقد أزيد والسيئة عندي بواحدة وقد أعفو , وأنا إلى عبادي أرحم من الأم بأولادها ؟!! ))



عفوا يا رب.. هل أستحق كل هذا؟

ياليتنا نعيد قراءة هذا الحديث أكثر من مرة..



*************




سأل هارون الرشيد وهو الخليفة أبا حازم -وكانوا وقتها بالحج بجوار الكعبة- يا أبا حازم ألك حاجة؟



فرد عليه : يا أمير المؤمنين ، أستحي من ربي أن أسأل غيره وأنا في بيته.



فانتظر الخليفة حتى خرج أبو حازم من مكة وسار خلفه- وهذه عزة العالم- يقول له هارون الرشيد: يا أبا حازم سلنا حاجتك.



فقال : يا أمير المؤمنين إن كنت لم أسأل الدنيا ممن يملكها، فكيف أسألها ممن لا



يملكها؟




**********


وكما قال ابن مسعود:


ليس العجب من فقير يتودد.. ولكن العجب من غني يتحبب ويترقب..!



*********


من أعجب الأشياء أن تعرف الله ثم لا تحبه , وأن تسمع داعيه ثم تتأخر عن الإجابة , وأن تعرف قدر الربح في معاملته ثم تتعامل مع غيره , وأن تعرف قدر غضبه ثم تتعرض له , وأن تذوق عصرة القلب عندما تخوض في غير حديثه , ثم لا تشتاق إلى انشراح الصدر بذكره ومناجاته , وأن تذوق العذاب عند تعلق القلب بغيره ,ولا تهرب إلى نعيم الإقبال عليه والإنابة إليه .
***********
هذه كلمات لامست قلبي من هنا وهناك وأحببت نقلها إليكم لعلها تجد من يتأملها..
الله العالم أني وددت إضافة المزيد من القصص ولكن مع مشاغل الحياة
والتي أوقفتني عن الكتابة لمدة زادت عن الشهر ,, أبيت إلا أن أكتب ولو عدد من الأسطر وأن لا أؤجل كتابة الموضوع أكثر من ذلك..
خاصة و في هذه الأيام المباركة..
عسى الله أن يعيننا وإياكم على طاعته ومرضاته..