الأحد، 10 أغسطس 2008

مستعدة ..

في أول موضوع أكتبه في مدونتي..
أحببت أن أتكلم عن أكثر من موضوع..

هز وجداني موقف حصل معي في يوم من أيام الدوام في الكلية..
أذيع خبر وفاة فتاة قد كانت معنا يوم من الأيام..
تأتي إحدى الفتيات مندهشة إلى أقرب رفيقة للمتوفاة..
وتقول لها هل يعقل هذا الخبر؟ كيف؟ لقد رأيتها بالأمس!
واستمرت لفترة ليست بقصيرة على طرح مثل هذه الأسئلة على هذه الصديقة حتى جعلتها تنفجر بالبكاء..
فأجابتها الصديقة .. لقد قلتها ..
كان ذلك بألامس..!
حاولت الفتاة أن تخفف علي رفيقة المتوفاة حزنها ثم ذهبت في حال سبيلها ..

....

أحسست وكأن العالم بأجمعه قد توقف للحظة!
تخيلت ان تكون إحدى رفيقاتي في مكانها أو لربما كنت أنا !
تفكرت..
كم من عمل سأتحسرعلى أني لم أعمله؟
أو لو أني ذكرت فلانة بأذكار.. أو نصحتهاعن ملابسها..
أو أني ضحيت بهذه الساعة لأختلي فيها مع ربي!
أو او أو ...

تحسرات و ألم ..
يظل أثرها في القلب..!
حاولت بعدها باتخاذ إسلوب للنصح عن طريق المسجات مع صديقاتي "من النوع الغير ملتزم" ..
فلست من النوع الذي يتخذ الأسلوب المباشر بالنصيحة ربما لسبب خاص بنوع شخصيتي..
ومن هذه المواقف..
كانت صديقتي قد لبست ثوبا جميلا يومها ولكنه قصير عن النوع المعتاد..
ترددت كثيرا في قول النصيحة .. ولكني وضعت ذاك الموقف نصب عيني.. حتى تغلبت على نفسي وأرسلت الرسالة..
ووجدت أنها قد قابلت النصيحة بصدر رحب .. ولم تكتف بالرد عن طريق ((المسج)) فقط .. فقد اتصلت علي فور وصولها الرسالة!
بالطبع الأهم من ذلك كله أن يكون النصح نابعا من إحساس ..
إحساس ينبض بالحب لمن توجه له بالكلام.. فأتى أسلوبي أنك جميلة.. وثوبك جميل ..ولكن
"حتى لا يطمع الذي في قلبه مرض".. أتى كلامي كم باب فإنيي أخاف على عفتك وشرفك ومن عيون من لا يخافون الله ..

هذا الموقف يحمل أكثر من معنى ..
الأول والذي وضّحته بالأسطر أن الأجل قادم لا محالة..
والثاني هو الناس !
نعم الناس! في بعض الأحيان ترى الموقف وكأنهم خلقوا لزيادة الهم والغم على هذا المخلوق الضعيف الذي ابتلي بالمصيبة..
كمثال على ذلك.. هذه الفتاة التي توفت صديقتا ..! كانت على حال من السكون والطمأنينة ..
حتى أتت هذه الفتاة الأخرى وقلّبت الأمور على مواجعها .. بدل من أن تتأكد من الخبر من فتاة أخرى..
كم تتكرر هذه المواقف..
فتاة قد توفت والدتها رحمها الله .. وفي أثناء العزاء..
تأتي صديقة ليست بمقربة من هذه الفتاة وتحضنها بشدة وتقول لها لا بأس.. إبكي..
فقد فقدت شخصا عزيزا على قلبك! وقد فقدت والدي قبلك ! فكلنا يفقد وكلنا نحس..
لا أنكر أن الدموع نعمة وهبها الله لنا لكي نعبر عن أحاسيسنا.. لكن
بدلا من أن تثبتها .. تزيد من وجعها..؟!
"يوم العزاء كان يصادف اليوم الثالث.. فقد كانت الفتاة تمضي طوال الأيام التي سبقت هذا اليوم بالبكاء.. وقد علم الجميع بأمرها وبالأزمة التي حلت بها.. فقد كانت حالتها بالضبط يرثى لها..ولم أقل هذا الكلام إلا من سابق علم أنها صديقة قريبة من أختي..فلم تكن الفتاة بحالة كبت حتى نقول لها عبري عن حزنك بدموعك.. لكن دموعها قد فرغت من شدة بكائها..!
وأنا على علم من نوع الفتاة الأخرى التي قدمت الى العزاء أنها تريد أن تظهر بدور بطولة أنها صديقة تواسي صديقتها.. فكيف لها أن تؤدي هذا الدور والفتاة المصابة في حالة السكون؟
ربما البعض يقول أني أبالغ.. لكني والله أعلم أني مازلت أصادف هذا النوع من البشر كل يوم ولدي من المواقف الكثيرة مع هذه البنت بالذات..
لا أقول أن كل الناس تحمل مثل هذه الطباع .. لكني صادفت ليس بالعدد القليل منهم..
ذكرت بيت شعر استخدم في كلمات الأناشيد يقول فيها:
شكوت إلى الناس مما أعاني.. أشاعوا هموي فزاد عنائي..
فمن لي سواك رؤوفا بحالي .. ومن لي سواك لدفع البلاء..
المعنى الثالث.. هو
لماذا ترددت كثيرا لنصيحة صديقتي على الرغم من قربي منها..؟
لا أخفيكم سرا أني ظليت أكتب وأمسح باارسالة عدة مرات ! وقد تعبت !
فكان وسواس الشيطان لا يفارقني.. خوفا من أن أفقد هذه الصديقة..
ولكن ما كشفته بعد هذا الموقف.. والعديد من المواقف التي تماثله..
أن الناس فيهم من الخير ما لا نعلمه ..!
وأنهم على مدى من الإستعداد لأي إشارة تأتي أمامهم وتنبههم على طريقهم ..
فنحن محاسبين أمام الله عليهم ..
فعسى الله أن يعيننا على درب الدعوة ..
وعسى الله أن يعينني ويعين كل من اختار ان يسلك هذا الدرب على أن أوصل لهم هذا الطعم الجميل للقرب من الله ..
قال أحد الصالحين : مساكين أهل الدنيا ، خرجوا من الدنيا وما ذاقوا أطيب ما فيها ،قالوا : وما هو ؟ قال : ( معرفة الله ) .

هناك 17 تعليقًا:

الحارث بن همّام يقول...

وينضم الى ركب المدونات الكويتية .. هذه المدونة الجميلة

نتمنى أن نجد فيها الممتع المفيد .. وأن تكون درة ناصعة في عقد المدونات

هنيئاً لنا جميعاً بهذه العروس :)

Salah يقول...

أولا: نرحب بكِ في عالم التدوين ونتمنى أن نستفيد من مشاركاتكِ.


وثانيا: أعتقد أن البكاء هو أفضل وسيلة للتعبير عن الحزن.

أنا أوافق تلك الصديقة التي قالت وهي تعزي: ابكي... معلش

حتى لو كان المنظر قاسي للناظرين الا أنها ساعدت صديقتها في تشجيعها على التعبير عن هذا الحزن...

هذه مجرد وجهة نظر

مستعدة يقول...

الحارث بن همام:

أجمعين يارب ^_^..
وما يزيد سعادتي أنك لو أطلعتنا على رأيك حول الموضوع الذي كتبته :)..
جزاك الله خير..

salah:
الله يحييك ..

لا أختلف مع وجهة نظرك ..
لكن ما لم أوضحه أن يوم العزاء كان يصادف اليوم الثالث.. فقد كانت الفتاة تمضي طوال الأيام التي سبقت هذا اليوم بالبكاء.. وقد علم الجميع بأمرها وبالأزمة التي حلت بها.. فقد كانت حالتها بالضبط يرثى لها..
ولم أقل هذا الكلام إلا من سابق علم أنها صديقة قريبة من أختي..

فلم تكن الفتاة بحالة كبت حتى نقول لها عبري عن حزنك بدموعك.. فلا أختلف أن الدموع أيضا نعمة! لكن دموعها قد فرغت من شدة بكائها..!

وأنا على علم من نوع الفتاة الأخرى التي قدمت الى العزاء أنها تريد أن تظهر بدور بطولة أنها صديقة تواسي صديقتها.. فكيف لها أن تؤدي هذا الدور والفتاة المصابة في حالة السكون؟
ربما البعض يقول أني أبالغ.. لكني والله أعلم أني مازلت أصادف هذا النوع من البشر كل يوم ولدي من المواقف الكثيرة مع هذه البنت بالذات..

'3air يقول...

ما شاء الله

أهنّيج عالّي تسوينه

فعلا .. ترى مو سهل .. و الله يثبتج و دوم تكونين مستعدة لهالأشياء :-)

rencontrer Pauline يقول...

it's okay to cry but understand ena allah ketab klshay

:)

Unknown يقول...

ماشاء الله ،
سرد جميل للاحداث ، وكلمات جميلة وسهلة
تجربة و جرءة مفقودة ، وعقل يزن الامور
بارك الله فيك ويحفظك .

Sky Is Falling يقول...

ابهالوقت اللي يبي ينصح غيره لازم تكون عنده شوية جرأه وطبعا الاسلوب يلعب دور عشان يقبلون النصيحه..
قواج الله والله يوفقج (:

مستعدة يقول...

غير :
شاكرة مرورج :) آمين يا رب..

p-ella :
akeed=) o il aham ena enas e9er 3endehum shwayat 7es o e5afefon men mo3nat el ensan eele jedamhum mo ezeedoona shega 3la ele ohwa feh
;/..
thanks 4 passing by ;)

الكلداري:
جزاك الله خير على مروروك .. :)
أجمعين يارب..

sky is flying:
الله يقويج مشكورة :)

Qanoonya~6moo7a يقول...

السلام عليكم و رحمة الله

الله يكثر من أمثالج يا إختي
بالفعل

"النصيحة تحتاج--جرأة+إسلوب حسن"

لأن فيه ناس تنصح لكن ماكو إسلوب
مما ينفر الشخص منهم و أكيد ما يتقبلون النصيحه..


خوووش مدونة و الله
موفقه إختي :)
و أكيد بإنتظار مقالاتج إن شاء الله


دمتي بحفظ الله غاليتي

hamoora يقول...

أهلا بكِ في عالم التدوين أخيّتي الغالية..

أتمنى أن نرة كل ما هو جديد من ابداعاتك الكتابية..

جزاك الله خيرا

3bady يقول...

كل واحد يموت بيومه .. و شي طبيعي البجي .. برايي انه السكوت احسن وسيلة للتخفيف عن الالم.. و اذا تبين اتخففين عنها لازم اتكون بطريقة مناسبة

مستعدة يقول...

منال :
أشكر لك مرورك الرائع :)

هامورة:
الله يحييج .. وياج ان شاء الله ;)..

3bady:
أكيد ما اختلف معاك .. لكن هم تبقى الدموع نعمة .. لكن الناس الله يهاداهم ساعات يزيدون على الهم اللي نازل عل صاحبه..

the.thinker يقول...

أول شي تسلم ايدج على الموضوع الحلو ، بصراحه موضوع يحتاج حق قوه اراده خاصه في مثل هالمواقف .. ومع الاراده حسن اسلوب وطرح .

يعطيج ألف عافية وتسلم ايدج ^_^

مستعدة يقول...

the thinker:

جزاك الله خير ..
شكرا على مرورك الكريم .. :)

بـابـل يقول...

الصدفة الجميلة قادتنى لمدونتك الخلابة

ووجدت فيها فكر جديد وحرف عفيف

جزاك الله كل خير على نواياك الطيبة تجاه الغير


وبس


بابل

مستعدة يقول...

بابل:

جزاك الله خير على مرورك الكريم .. :)

تراب الكويت يقول...

الاسلوب الاسلوب

هو الاهم
عزيزتي احيانا نلتمس العذر للبعض
فهناك من لا يملك القدرة على ايصال مشاعره بالشكل الصحيح

بداية موفقة
دعواتنا لكِ

كل عام وانتي بخير

:)